كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال مجاهد: نسلًا بعد نسل، ومن الأنعام، وقيل: {فِي} بمعنى الباء، أي يذرؤكم فيه، قال ابن كيسان: يكثركم.
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} المثل صلة ومجازه: ليس كهو شيء، فأدخل المثل توكيدًا للكلام، كقوله: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ} [البقرة: 137] وفي حرف ابن مسعود، {فإن آمنوا بما أمنتم به} وقال أوس بن حجر:
وقتلى كمثل جذوع النخيل ** يغشاهم مطر منهمر

أي كجذوع، وقال آخر سعد بن زيد:
إذا أبصرت فضلهم ** كمثلهم في النّاس من أحد

وقال آخر:
ليس كمثل الفتى زهير ** خلق يوازيه في الفضائل

وقيل: (الكاف) صلة مجازه: ليس مثله، كقول الراجز:
وصاليات ككما يُؤَفَيْنْ

فأدخل على الكاف كافًا تأكيدًا للتشبيه، وقال آخر:
تنفي الغياديق على الطريق ** قلص عن كبيضة في نيق

فأدخل الكاف مع عن.
{وَهُوَ السميع البصير لَهُ مَقاليدُ السماوات والأرض يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْء عَلِيمٌ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدين مَا وصى بِهِ نُوحًا} وهو أول أنبياء الشريعة.
{والذي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وموسى وعيسى} فاختلفوا في وجه الآية، فقال قتادة: تحليل الحلال وتحريم الحرام، وقال الحكم: تحريم الأخوات والأمهات والبنات، وقال مجاهد: لم يبعث الله تعالى نبيًّا إلاّ أوصاه بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة والإقرار لله بالطاعة. فذلك دينه الذي شرع لهم، وهي رواية الوالي عن ابن عباس، وقيل: الدين التوحيد، وقيل: هو قوله: {أَنْ أَقِيمُواْ الدين وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ} بعث الأنبياء كلّهم بإقامة الدّين والأُلفة والجماعة وترك الفرقة والمخالفة.
{كَبُرَ عَلَى المشركين مَا تَدْعُوهُمْ} من التوحيد ورفض الأوثان. ثمّ قال عزّ من قائل: {الله يجتبي إليه مَن يَشَاء ويهدي إليه مَن يُنِيبُ} فيستخلصه لدينه.
{وَمَا تفرقوا} يعني أهل الأديان المختلفة، وقال ابن عباس: يعني أهل الكتاب. دليله ونظيره في سورة المُنفكّين {إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ البينة} [البينة: 4].
{إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ العلم} من قبل بعث محمد وصفته.
{بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ} تأخير العذاب.
{إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى} وهو يوم القيامة.
{لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ} بالعذاب.
{وَإِنَّ الذين أُورِثُواْ الكتاب مِن بَعْدِهِمْ} يعني من بعد الأمم الخالية، وقال مجاهد: معناه من قبلهم أي من قبل مشركي مكّة وهم اليهود والنصارى.
{لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ فَلِذَلِكَ} أي فإلى ذلك الّذين أوتوا الكتاب.
{فادع} كقوله: {بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا} [الزلزلة: 5] أي إليها {واستقم كَمَا أُمِرْتَ} اثبت على الدين الذي به أمرت {وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أنزل الله مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} أي أن أعدل أو كي أعدل، كقوله: {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العالمين} [الأنعام: 71].
قال ابن عباس: لأسوي بينكم في الدّين، وأؤمن بكلّ كتاب وكلّ رسول، وقال غيره: لأعدل بينكم في جميع الأحوال والأشياء. قال قتادة: أُمر نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يعدل، فعدل حتّى مات، والعدل ميزان الله تعالى في الأرض، وذكر لنا إنّ داود (عليه السلام)، قال: ثلاث من كنّ فيه فهو الفائز: القصد في الغنى والفقر، والعدل في الرضا والغضب، والحسنة في السرّ والعلانية، وثلاث من كنّ فيه أهانته: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وأربع من أعطيهنّ، فقد أعطي خير الدّنيا والآخرة: لسان ذاكر، وقلب شاكر، وبدن صابر، وزوجة مؤمنة.
{الله رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ} لا خصومة.
{بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ} نسختها آية القتال.
{الله يَجْمَعُ بَيْنَنَا} لفصل القضاء.
{وَإليه المصير والذين يُحَاجُّونَ} يخاصمون.
{فِي الله} في دين الله نبيه.
{مِن بَعْدِ مَا استجيب لَهُ} أي من بعد ما استجاب له النّاس، فاسلموا ودخلوا في دينه لظهور معجزته، وقيام حجته.
{حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ} باطلة زائلة.
{عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} قال مجاهد: نزلت في اليهود والنصارى. قالوا: كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن خير منكم وأولى بالحقّ.
{الله الذي أَنزَلَ الكتاب بالحق والميزان} أي العدل عن ابن عباس وأكثر المفسرين. مجاهد: هو الّذي يوزن به، ومعنى إنزال الميزان: إلهامه الخلق للعمل به، وأمره بالعدل والإنصاف، كقوله: {قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا} [الأعراف: 26].
وقال علقمة: الميزان محمد صلى الله عليه وسلم يقضي بينهم بالكتاب.
{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة قريبٌ} ولم يقل قريبة لأن تأنيثها غير حقيقي، ومجازها الوقت، وقال الكسائي: إيتائها قريب.
{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا} ظنًّا منهم إنها غير جائية.
{والذين آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا} خائفون منها.
{وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الحق أَلاَ إِنَّ الذين يُمَارُونَ فَي الساعة لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ الله لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} قال ابن عباس: حفي بهم. عكرمة: بارّ بهم. السدي: رقيق. مقاتل: لطيف بالبر والفاجر منهم، حيث لم يقتلهم جوعًا بمعاصيهم. القرظي: لطيف بهم في العرض والمحاسبة.
قال الخوافي: غدًا عند مولى الخلق، للخلق موقف يسألهم فيه الجليل، فيلطف بهم الصادق في الرزق من وجهين: أحدهما: إنّه جعل رزقك من الطيبات، والثاني: إنّه لم يدفعه إليك بمرة واحدة، وقيل: الرضا بالتضعيف.
الحسين بن الفضل: في القرآن وتيسيره.
وسمعت أبا القاسم بن حبيب يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن عاد البغدادي يقول: سُئل جنيد عن اللطيف، فقال: هو الّذي لطف بأوليائه حتّى عرفوه، فعبدوه، ولو لطف بأعدائه لما جحدوه.
وقال محمد بن علي الكتاني: اللطيف بمن لجأ إليه من عباده إذا أيس من الخلق، توكل عليه ورجع إليه فحينئذ يقبله ويقبل عليه، وفي هذا المعنى أنشدنا أبو إسحاق الثعلبي، قال: أنشدني أبو القاسم الحبيبي. قال أنشدني أبي، قال: أنشدني أبو علي محمد بن عبد الوهّاب الثقفي:
أمر بافناء القبور كأنّني ** أخو فطنة والثوب فيه نحيف

ومن شق فاه الله قدّر رزقه ** وربّي بمن يلجأ إليه لطيف

وقيل: اللطيف الّذي ينشر من عباده المناقب، ويستر عليه المثالب، وقيل: هو الّذي يقبل القليل، ويبذل الجزيل، وقيل: هو الّذي يجبر الكسير، وييسر العسير، وقيل: هو الّذي لا ييأس أحد في الدنيا من رزقه، ولا ييأس مؤمن في العفو من رحمته.
وقيل: هو الّذي لا يخاف إلاّ عدله، ولا يرجى إلاّ فضله، وقيل: هو الّذي يبذل لعبده النعمة، فوق الهمّة ويكلفه الطاعة دون الطاقة، وقيل: هو الّذي لا يعاجل من عصاه ولا يخيب من رجاه، وقيل: هو الّذي لا يرد سائله ولا يؤيّس آمله، وقيل: هو الّذي يعفو عمن يهفو، وقيل: هو الّذي يرحم من لا يرحم نفسه، وقيل: هو الّذي يعين على الخدمة، ثم يكثر المدحة، وقيل: هو الّذي أوقد في أسرار عارفيه من المشاهدة سراجًا، وجعل الصراط المستقيم لها منهاجًا، وأنزل عليهم من سحائب بره ماءا ثجاجًا.
{يَرْزُقُ مَن يَشَاء} كما يشاء من شاء موسعًا، ومن شاء مقترًا، ومن شاء قليلًا ومن شاء كثيرًا، ومن شاء حلالًا، ومن شاء حرامًا، ومن شاء في خفض ودعه، ومن شاء في كد وعناء، ومن شاء في بلده ومن شاء في الغربة، ومن شاء بحساب ومن شاء بغير حساب.
{وَهُوَ القوي العزيز مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخرة} يعني يريد بعمله الآخرة.
{نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ} بالتضعيف بالواحدة عشرة إلى ما شاء الله من الزيادة.
{وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدنيا} يعني يريد بعمله الدّنيا {نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخرة مِن نَّصِيبٍ}.
قال قتادة: يقول: من عمل لآخرته نزد له في حرثه، ومن آثر دنياه على آخرته، لم يجعل الله له نصيبًا في الآخرة إلاّ النّار، ولم يصب من الدّنيا إلاّ رزق قد فرغ منه وقسم له.
أنبأني عبد الله بن حامد، أخبرنا أحمد بن محمد بن شاذان، حدثنا الحسين بن إدريس، حدثنا سويد بن نصير، أخبرنا عبد بن المبارك عن أبي سنان الشيباني، إنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: الأعمال على أربعة وجوه: عامل صالح في سببيل هدى يريد به دنيا، فليس له في الآخرة شيء، ذلك بأنّ تعالى، قال: {مَن كَانَ يُرِيدُ الحياة الدنيا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إليهمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا} [هود: 15] الآية، وعامل الرياء ليس له ثواب في الدّنيا والآخرة إلاّ الويل، وعامل صالح في سبيل هدى يبتغي به وجه الله والدار الآخرة، فله الجنّة في الآخرة، معها نعاته في الدّنيا، وعامل خطأ وذنوب ثوابه عقوبة الله، إلاّ أن يعفوا فإنّه أهل التقوى وأهل المغفرة.
{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدين مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ الله وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الفصل} يوم القيامة، حيث قال: {بَلِ الساعة مَوْعِدُهُمْ}..
{لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظالمين لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ تَرَى الظالمين} المشركين يوم القيامة {مُشْفِقِينَ} وجلين.
{مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ} أي نازل بهم لا محالة.
{والذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات فِي رَوْضَاتِ الجنات لَهُمْ مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الفضل الكبير}.
{ذَلِكَ الذي} ذكرت من نعيم الجنّات.
{يُبَشِّرُ الله} به.
{عِبَادَهُ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} فإنّهم أهله.
{قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ المودة فِي القربى} قال ابن عباس: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة كانت تنوبه نوائب وحقوق، وليس في يديه سعة لذلك، قالت الأنصار: إنّ هذا الرجل قد هداكم الله به، وهو ابن اختكم، منوبة به. فقالوا له: يا رسول الله إنّك ابن اختنا، وقد هدانا الله على يديك، وتنوبك نوائب وحقوق، ولست لك عندها سعة، فرأينا أن نجمع لك من أموالنا، فنأتيك به، فتستعين به على ما ينوبك وها هو ذا، فنزلت هذه الآية.
وقال قتادة: اجتمع المشركون في مجمع لهم، فقال بعضهم لبعض: أترون محمّدًا يسأل على ما يتعاطاه أجرًا، فأنزل الله تعالى هذه الآية، يحثهم على مودته، ومودّة أقربائه، وهذا التأويل أشبه بظاهر الآية والتنزيل؛ لأنّ هذه السورة مكّية، واختلف العلماء في معنى الآية.
أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه بقرأءتي عليه، حدثنا عمر بن أحمد بن القاسم النهاوندي، حدثنا أبو بكر الأزدي، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا قزعة بِن سويد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا أسألكم على ما أتيتكم من البينات والهدى أجرًا إلاّ أن تودّوا الله تعالى، وتقربوا إليه بطاعته».
وإلى هذا ذهب الحسن البصري، فقال: هو القربى إلى الله تعالى، يقول إلاّ التقرب إلى الله تعالى والتودّد إليه بالطاعة والعمل الصالح، وروى طاووس والشعبي والوالبي والعوفي عن ابن عباس، قال: لم يكن بطن من بطون قريش إلاّ وبين رسول الله وبينهم قرابة، فلما كذّبوه وأبوا أن يبايعوه، أنزل الله تعالى، {قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ المودة فِي القربى} يعني أن تحفظوني وتودّوني وتصلوا رحمي، فقال رسول الله: «إذا أبيتم أن تبايعوني، فاحفظوا قرابتي فيكم ولا تؤذوني، فإنّكم قومي وأحق من أطاعني وأجابني».
وإليه ذهب أبو مالك وعكرمة ومجاهد والسدي والضحاك وابن زيد وقتادة، وقال بعضهم: معناه إلاّ أن تودوا قرابتي وعترتي وتحفظوني فيهم، وهو قول سعيد بن جبير وعمرو بن شعيب.
ثمّ اختلفوا في قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الّذين أمر الله تعالى بمودتهم. أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه الثقفي العدل، حدثنا برهان بن علي الصوفي، حدثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حدثنا حرب بن الحسن الطحان، حدثنا حسين الأشقر، عن قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لما نزلت {قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ المودة فِي القربى} قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الّذين وجبت علينا مودّتهم؟
قال:
«علي وفاطمة وأبناءهما»، ودليل هذا التأويل ما أخبرنا أبو منصور الجمشاذي، قال: حدثني أبو عبد الله الحافظ، حدثني أبو بكر بن مالك، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا عبيد الله بن عائشة، حدثنا إسماعيل بن عمرو، عن عمر بن موسى، عن زيد بن علي بن حسين، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: «شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسد النّاس لي». فقال: «أما ترضى أن تكون رابع أربعة، أول من يدخل الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمالنا، وذريتنا خلف أزواجنا وشيعتنا من ورائنا».
حدثنا أبو منصور الجمشاذي، حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد، حدثنا أبو العباس محمد بن همام، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن رزين، حدثنا حسان بن حسان، حدثنا حماد بن سلمة ابن أخت حميد الطويل، عن علي بن زيد بن جدعان، عن شهر بن حوشب، عن أُمّ سلمة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّه قال لفاطمة: «أئتيني بزوجك وابنيك، فجاءت بهم، فالقى عليهم كساء فدكيا، ثمّ رفع يديه عليهم، فقال: اللَّهم هؤلاء آل محمد، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد، فإنك حميد مجيد». قالت: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فاجتذبه وقال: «إنّك على خير».
وروى أبو حازم عن أبي هريرة، قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: «أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم».
أخبرنا عقيل بن محمّد، أخبرنا المعافا بن زكريا بن المبتلي، حدثنا محمّد بن جرير، حدثني محمّد بن عمارة، حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا الصياح بن يحيى المزني، عن السدي، عن أبي الديلم، قال: لما جيء بعلي بن الحسين أسيرًا فأقيم على درج دمشق، وقام رجل من أهل الشام، فقال: الحمد لله الّذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة، فقال علي بن الحسين: أقرأت القرآن؟